كثيرة هي الأمراض التي تصيب الإنسان في حياته وتجعله في حالة من الانزعاج والشعور بالألم، ومن أكثر هذه الأمراض إزعاجا عسر الهضم، وهو مصطلح طبي يصف الشعور بالإنتفاخ والإمتلاء وعدم الإحساس بالراحة في الجزء العلوي من البطن. قد شاع انتشار ظهور أعراض سوء الهضم لدى مختلف الفئات العمرية، ما يجعله من المواضيع التي تحظى باهتمام الكثير من الناس.
يتسم أيضا سوء الهضم في أغلب الحالات بطابع الاستمرارية، فالشفاء منه يتطلب وقت غير قصير، غير أنه في بعض الحالات يميل إلى الإختفاء ثم الظهور مجددا. وللتعرف أكثر وبتفصيل على أعراضه وعوامل ظهوره وكيفية الوقاية منه وعلاجه تفضلوا بإتمام قراءة هذا المقال.
تجدر الإشارة كذلك إلى أن عسر الهضم قد يكون عرضا من أعراض مرض آخر أصاب الجهاز الهضمي.
جدول المحتويات
أعراض سوء الهضم
للتأكد من أن ما تعاني منه هو سوء الهضم عليك التأكد من وجود أحد الأعراض التالية :
- الشعور بالغثيان والقيء (nausea and vomiting) وهما من أكثر الشكاوى الطبية؛
- الشبع المبكر، حيث يحصل لديك الشبع بمجرد البدء في تناول وجبتك، وحصول ذلك معك مرارا وتكرارا؛
- الإحساس بالإمتلاء المزعج والمقلق بعد تناول الطعام؛
- ألم في الجانب العلوي من البطن، وبالضبط بين عظمة الصدر والسرة، وبشكل متكرر؛
- انتفاخ البطن بسبب تراكم الغازات؛
- الإمساك؛
- التجشؤ، وهو من الأعراض الأقل شيوعا؛
ملاحظة مهمة حول سوء الهضم
يسجل الأطباء أن هنالك تفاوتا زمنيا كبيرا بين بداية ظهور هذه الأعراض، وقد يظهر بعضها فقط، كما قد تظهر مجتمعة، والمؤكد أنه متى ما ظهرت هذه الأعراض فإن ذلك لا يدع مجالا للشك أن المريض مصاب بعسر الهضم.
حرقة الفؤاد وسوء الهضم
تشير بعض الدراسات أن بعض المصابين بسوء الهضم قد يعانون أيضا في بعض الحالات الخاصة من ما يسمى بحرقة الفؤاد أوحرقة المعدة، والمقصود بهما هو ذلك اللألم أوالشعور بالحرقة الذي يبدأ من وسط الصدر وبشكل دقيق خلف عظمة الصدر مباشرة ليمتد نحو الرقبة أو الظهر أثناء الأكل وبعده أيضا، وغالبا ما يكون هذا الألم أسوء بعد الأكل أو في المساء أو عند الإنحناء والإستلقاء.
حرقة الفؤاد لا تدعو للقلق، حيث يمكن علاجها من خلال إضافة تغييرات على نمط الحياة المعتاد وتناول بعض الأدوية.
ما هي عوامل وأسباب خطر سوء الهضم؟
عوامل عدة تتسبب بصفة مباشرة في حدوث سوء الهضم، وغالبا ما ترتبط هذه العوامل بنمط الحياة والطعام المتناول والأدوية المستعملة، أسفله أهم العوامل الأكثر شيوعا :
- القلق والتوتر، عاملان أساسيان لظهور سوء الهضم؛
- التدخين، وهو مصدر أغلب الأمراض؛
- الإفراط في تناول الطعام؛
- تناول الوجبات بشكل سريع؛
- التلوث الذي تسببه الجرثومة الملوية البوابية؛
- الأطعمة الغنية بالدهون وكثرة التوابل؛
- مسكنات الألم ومكملات الحديد، إضافة إلى بعض المضادات الحيوية؛
- بعض الأمراض النفسية مثل الإكتئاب؛
- الكحول والإفراط في تناول الكافيين والشكولاتة؛
- المشروبات الغازية؛
الأمراض التي تسبب سوء الهضم
هنالك أيضا من الأمراض ما يتسبب في سوء الهضم ومنها :
- انسداد الأمعاء؛
- الأمراض المعدية مثل : سرطان المعدة، التهاب المعدة؛
- انسداد الأمعاء و حصول دفق الدم المنخفض به (الإقفار المعوي)؛
- التهاب البنكرياس؛
- الإمساك؛
- حصوات مرارية؛
- الداء البطني؛
- القرح الهضمية؛
مضاعفات سوء الهضم
بالرغم من كون سوء الهضم لا تترتب عنه أية مضاعفات خطيرة جدا في أغلب الحالات، إلا أنه يشكل مصدر إزعاج وعدم ارتياح بالنسبة لكثير من الأشخاص، خاصة عند قلة تناول الوجبات الغذائية والألم الذي ينتج عنه، فمن مضاعافاته :
- حصول تضيق المريء أو العضلة العاصرة البوابية؛
- الإحساس بألم التهاب الصفاق؛
متى ينبغي أن تقوم بتشخيص سوء الهضم؟
إذا كنت تحس بأعراض خفيفة فقط، بحيث لم ينقص وزنك بشكل كبير، ولم تجد صعوبات كبيرة في البلع، فليس هناك ما يدعو للقلق والخوف، ولا تحتاج للقيام باختبارات معينة من أجل التشخيص، لا سيما إذا كان سنك أقل من 45 سنة، غير أن هناك حالات أخرى من اللازم إجراء بعض الإختبارات ومنها :
- اختبارات لفحص الدم؛
- إجراء اختبار التصوير بالموجات فوق الصوتية؛
- تصوير الجانب العلوي من الجهاز الهضمي (التنظير الداخلي)؛
الحالات التي يتوجب عليك زيارة الطبيب قبل تفاقم حالتك :
- استمرار الانزعاج من سوء الهضم لأكثر من أسبوعين؛
- حصوألم شديد في الجزء العلوي من البطن واستمراره؛
- القيء بشكل متكرر؛
- فقدان الشهية والإعراض الكلي عن تناول الغذاء؛
- إذا كان برازك أسودا قاتما؛
- صعوبة كبيرة في البلع؛
- الإرهاق والتعب والضعف من غير بدل مجهود أو القيام بعمل معين، وهذا ينتج عن فقر الدم؛
وتكون العناية الطبية أكثر ضرورة وبشكل مستعجل في حالة الشعور :
- ضيق التنفس والتعرق؛
- امتداد الألم من الصدر إلى الرقبة والذراع؛
علاج سوء الهضم
عند ثبوت الإصابة بسوء الهضم بظهور أعراضه المباشرة وبعد زيارة الطبيب المختص، إليك أهم الوصفات العلاجية للتعافي منه :
الحالات العادية البسيطة :
في الحالات غير الخطيرة التي تكون فيها الأعراض خفيفة، ينبغي للمصاب الإبتعاد عن كل مسببات التوتر والقلق والإنزعاج وأن يخصص لنفسه قسطا كافيا من الراحة، وأن يعمل على تخلية ذهنه من كثرة الهموم والمشاكل الحياتية.
الحالات الحادة لسوء الهضم :
إذا كانت الأعراض حادة فالعلاج من سوء الهضم يكون وفق الآتي :
- ينصح بتناول الأدوية المخففة أو المقللة من الإفرازات الحمضية للمعدة مما يخفف من أعراض سوء الهضم؛
- تناول الأدوية الطبية التي وصفها لك الطبيب للقضاء على الجرثومة الملوية البوابية؛
- تستعمل أيضا بعض أدوية علاج الإمساك التي تسرع من وثيرة إفراغ المعدة، غير أن فعاليتها غير ثابتة طبيا؛
كيف أقي نفسي من سوء الهضم قبل الإصابة به؟
للوقاية من سوء الهضم ينبغي لك إتباع الإرشادات والنصائح التالية :
- تجنب الإفراط في تناول الطعام، والإبتعاد قدر الإمكان عن الأطعمة الدهنية والحمضية؛
- تناول الطعام بانتظام واتباع نظام غذائي صحي؛
- تجنب تناول الأشربة الغازية والكحول والكافيين؛
- عدم الإسراع في تناول الطعام لتسببه عموما في العديد من أمراض الجهاز الهضمي؛
- تجنب القلق والتوتر؛
في الختام نذكرك بكون سوء الهضم مشكلة صحية ومصدر إزعاج لكثير من الناس من مختلف الفئات العمرية بسبب الإكثار من تناول الوجبات السريعة وإفراط الناس في شرب المشروبات الغازية والكحوليات والأطعمة وبشكل غير منتظم، إلا أنها تبقى غير خطيرة إلا في الحالات التي تكون فيها الأعراض حادة، ففي هذه الأخيرة ينبغي لك أن تبكر بزيارة الطبيب وأخذ الأدوية اللازمة للتخفيف من أعراضه، لا سيما نظرا لارتباطها في بعض الأحيان بمشاكل صحية أخرى تصيب الجهاز الهضمي.
ولما كانت الوقاية خير من العلاج، وجب عليك وقاية نفسك قبل الإصابة به، وذلك من خلال إتباع النصائح والإرشادات الواردة في هذا المقال.